موقف أبهرنى (فضل الظهر )) وموقف أحزنى (قلة النخوة ومراعاة الاخوة والغيرة )

حقيقة موقفان حدثوا معى من يومين عندما كنت مسافرا أنا وزوجتى أحببت أن أنقله اليكم من باب العبرة فانهما حقا موقفان متضادان غريبان

وانا واقف أنتظر المواصلات من بركة السبع للقاهرة بعد المغرب فى زحام شديد على المحطة

وصراع فظيع على من يلحق بالهجوم على المواصلة يجهز له ولأسرته مكان فى العربة


فمن عادتى (عند الزحام )أطلع أنا أولا واجهز مكان لزوجتى ثم تطلع بعد ذلك فان بعض الناس فى الزحام

للاسف لا يراعون من أمامهم سواء كان عجوزا او صغيرا اوامرأة


فعندما صعدت وجدت من سبقنى الى مكان (كرسيين جنب بعض جنب الشباك يعنى يصلح لزوج زوجة أكثر من فرد واحد مسافر ) فطلبت منه بأدب

بعد إذنك حضرتك ممكن ترجع حضرتك لكنبة العربة اللى ورانا وأجى أنا هنا مكانك لان معى زوجتى

فقال لى ايه المشكلة ما ترجع ورا عادى

وأنا ووالله لولا أنى معى زوجتى لرجعت وأستحمل بهدلة السفر بسهولة ولكن طالما الانسان معه زوجته أو أمه او أخته فوالله لأن أقف ساعات وأركب مواصلة آدمية تحفظ أهلى خيرا لى من أن يتأذوا من الاختلاط المؤلم فى المواصلات

فتركت العربة خالص ونزلت وظللت أنتظر أى مواصلة آدمية تنقلنى أنا وزوجتى


.....................................


ثم إليك هذا الموقف الغريب حين مرت علينا عربة ملاكى بعدها بنصف ساعة وبها رجل ذو لحية بيضاء ووجه مضئ

ويعرض علينا أن ينقلنا الى مصر فوجدت حماى يتكلم معه فظننت أنه يعرفه

المهم ركبنا معاه أنا فى الامام وزوجتى فى الخلف بشنط السفر

ثم تعرف على وقال أنه دكتور صيدلى وبدأنا نتجاذب الحوار بينى وبينه وأنا فى دهشة


ثم زالت هذه الدهشة حين قال لى :هل تعرف حديث فضل الظهر ؟

قلت له :الحقيقة لا أعرفه

فقال لى : (انا هنقله بالتخريج)
بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم ، إذ جاء رجل على راحلة له . قال : فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له . ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له ) . قال : فذكر من أصناف المال ما ذكر ، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل .
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1728
خلاصة الدرجة: صحيح


وقال لى :هذه سنة مهجورة أجاهد نفسى وأعمل بها منذ عشر سنين

وأساعد أى انسان على سفر فى طريقى وأوصله لوجه الله وابتغاء رضاه

وأحرص أثناء السفر على الدعوة الى الله بذكر الله وفضل الصلاة وأحكام السفر مثل قصر الصلاة وجمعها والمسح على الخفين فيجب أن أقدم لدينى بالعمل لا بالكلام فقط لدرجة والله كنت أتحدث عن الصلاة مع بعض من يركبون معى


فقال لى واحدا منهم : والله ياحاج أنا نصرانى واسمى جورج وعمرى ما تصورت أن الناس الملتزمة بالأخلاق دى ويقدمون صورة طيبة لدينهم بهذه الطريقة

فقلت له : هل آذاك أحد وأنت تفعل ذلك كأن يكون المسافر شريرا أو سارقا أو سوابق أو غير ذلك؟؟؟؟

فقال لى : منذ عشر سنين وأنا أفعل ذلك وأصدق نيتى مع الله وأجتهد فى اختيارى لمن يركبون معى ولم يؤذينى أحدا بفضل الله



وقال لى : ولكنى أطلب منك طلبين

قلت : اتفضل

قال لى : الاول :أن تدعو لى بحسن الخاتمة ولا تنسانى من دعائكــــــــــــ

الثانى : إذا رزقكــــــــــــــ الله بعربية لا تنسى أخوانك المسلمين ولا تنسى حديث فضل الظهر




ولا تحزن ياأخى فقد عوضت الله خيرا بأن ركبت خيرا من هذا الميكروباص لانك أرادت طاعة الله وحفظ أهلكــــــــــــــ


وبعد أن وصلنا الى مصر نزلت أنا وزوجتى ونحن فى دهشة شديدة من هذا الرجل

وهو كبير فى السن سنه يجاوز الخمسين أو الستين وهو يبذل لدينه ويدعو الى الله

بهمـــــــــــــــة ونشاط وبالأفعال لا بالاقوال فقط

..................................


وأخيــــــــــــــــرا إخوانى لا تنسوووووووووا حديث فضل الظهر
(منقول)