منتدي مقرن الاتبراوي
مرحبا بكم في منتديات مقرن الأتبراوي إذداد المنتدي نورا بوجودكم نتمني من الزوار النسجيل ومن الاعضاء الدخول ..تحياتي
إدارة المنتدي
منتدي مقرن الاتبراوي
مرحبا بكم في منتديات مقرن الأتبراوي إذداد المنتدي نورا بوجودكم نتمني من الزوار النسجيل ومن الاعضاء الدخول ..تحياتي
إدارة المنتدي
منتدي مقرن الاتبراوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بكم في منتــديات مقـــرن الاتبـــراوي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» معلمى بلادى
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالسبت مايو 25, 2024 1:14 am من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» عايزين نرفع شعار مقرنه الاخوه اساتذه المدارس
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 11, 2023 10:21 am من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» مشروع دعم المدارس
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 30, 2023 11:19 pm من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» الــتربية مابين القبول والرفض
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالخميس نوفمبر 30, 2023 11:09 pm من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» تكريم المعلمين
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 06, 2023 11:42 am من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» صيانه مركز صحي المقرن جنوب
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 11, 2022 11:16 pm من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» الزباب والبعوض واضرارهن
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 20, 2022 12:35 pm من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» بورتريه
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالأربعاء أغسطس 17, 2022 11:17 am من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» اليوبيل الذهبي لمدرسة المقرن الأساسية للبنين
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالأحد يوليو 04, 2021 1:16 am من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» نسب الجعليين
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالأحد يونيو 04, 2017 8:18 pm من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» مرور ٦١ عام لتأسيس نادى المقرن
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالإثنين أبريل 24, 2017 9:28 am من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» اجتماع اتحاد الشباب
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالجمعة يناير 27, 2017 11:42 am من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» الصحف اليوم
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالأربعاء يناير 25, 2017 8:35 am من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» زكاة الفطر
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالجمعة يونيو 10, 2016 11:09 pm من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

» الاعجاز العلمي في القران الكريم
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالسبت يونيو 20, 2015 10:09 pm من طرف محمد عبد الله عبد الجليل

قوانين المنتدي
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 09, 2012 10:40 am من طرف الإدارة
قوانين المنتدي

البند الأول: " قوانين التسجيل "
* التسجيل مفتوح لكل من يرغب الانضمام الي منتدي مقرن الاتبراوي علي أن يلتزم بقوانين المنتدي
* لايسمح التسجيل بأسماء مخالفة أو التسجيل بأسماء أعضاء موجودين مسبقاً وذلك …


[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 0

 

 زلزال آسيا.. وقفة اعتبار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ودالوقيع
عضو برونزي
عضو برونزي
ودالوقيع


عدد المساهمات : 931
تاريخ التسجيل : 27/01/2012
العمر : 49
الموقع : ارض الله الواسعة

زلزال آسيا.. وقفة اعتبار Empty
مُساهمةموضوع: زلزال آسيا.. وقفة اعتبار   زلزال آسيا.. وقفة اعتبار I_icon_minitimeالأحد فبراير 26, 2012 8:41 am


أ. د .ناصر بن سليمان العمر
الحمد لله على ما قضى وقدر، والشكر له على ما امتن به وتفضل، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير، نبينا محمد وعلى آله وصحابته ومن اتبع سبيلهم إلى يوم الدين.
وبعد فإن الله عز وجل خلق الخلائق لعبادته، وجعل الحياة الدنيا دار اختبار وابتلاء لينظر كيف يعملون، (خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً)، (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون).

وإن من جملة الابتلاء الذي عاشه بعض أهل الأرض وبالأخص أهل جنوب شرقي آسيا ذلك الزلزال الذي ضرب المحيط الهندي فتجاوزت آثاره غربي القارة حتى بلغت الصومال بإفريقيا، مشرداً أكثر من خمسة ملايين، ومتسبباً في موت زهاء مائة وخمسين ألف نفس بشرية فضلاً عن غيرها.

ولا شك أن هذا الزلزال آية كونية مرئية تدل على قدرة الله، يخوف الله بها عباده يتحتم الوقوف معها، وأخذ بعض الدروس والعبر منها، وقد جالت بالنفس خواطر عدة أثناء قراءة أخبار الزلزال والطوفان الناجم عنه، ولعلي أقف اليوم وقفة مع مسألة ثم إن تسير الأمر وقفت مع مسائل أخرى في مقالات ربما أتيح لجمعها كتاب.

فمن ذلك الوقوف عند قوله تعالى : (وما نرسل بالآيات إلاّ تخويفاً)
إن الله عز وجل يخوف عباده بالآيات السمعية كما قال سبحانه: (ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ) فيعتبر ويتذكر أولوا الألباب كما قال سبحانه: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ).
غير أنه تظل فئة من الناس متبلدة الأفهام والإحساس لاتؤثر فيها الآيات السمعية، بل ما تزداد غير طغيان وبعداً، كما قال سبحانه: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا).
ولعل من إمهال الله لفئام من البشر الذين تبلدت أحاسيسهم وفهومهم فلم تخلص إليهم معاني الآيات السمعية المتلوة، ومن رحمة الله بهم بعثه بالآيات الكونية المرئية المحسوسة، حتى تنبه من لم تكفه الإشارة، وتنغز من لم يفهم العبارة، فإن انصاعوا بعدها تجاوز عنهم، وغفر لهم، وكشف ما بهم، وإن استمرءوا التكذيب ومحادة الرسل، فلم تبق إلاّ النار تذيب تلك الفهوم المتحجرة، وتشوي تلك الجلود الثخينة المتبلدة.

ولهذا جرت سنة الله بإهلاك المكذبين الذين لم تكفهم الآيات السمعية، بعد إرسال الآيات الكونية، فإذا لم يعتبروا بهما أهلكهم بعدها أخذاً لهم بذنوبهم، ومن هؤلاء قوم صالح أصحاب الناقة، جادلهم رسولهم بالحجج السمعية، ثم بعث الله لهم آية مشهودة مرئية، فقال الله عز وجل حكاية عن نبيهم: (وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ * فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ).

ولم يُذكر في القرآن أن الله أنجى قوماً بعد أن رأوا الآية الكونية إلاّ قوم يونس، قال الله تعالى: (ولَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ). فما أعقلهم من قوم آبوا جميعاً ورجعوا إلى ربهم مذعنين عندما رأوا الآية.

قد يتعجب المرء! ما بال أولئك المكذبين؟ أليست لهم عقول؟ أولا يرون الآيات؟ فما بالهم لايرعوون ولايرجعون؟! أيعقل أن يرى فرعون تسع آيات ثم يصر مستكبراً؟ ألا يعقل؟
والجواب بلى كانت لهم عقول، وكانت لهم حضارة، وكانت لهم علوم، ولكنهم اغتروا بها فاقتصر نظرهم على ظاهر الأمور ولم يتعده إلى مسبباتها وحقائقها وما ورائها، وتأمل معي قول العزيز الحكيم: (وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ * فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون * فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ).

نعم قد سمعوا بالآيات التي نزلت بالأمم كما سمعنا بها، ورأوها كما شهدناها، وعلموا أن الهالكين أشد منهم قوة وآثاراً في الأرض كما علمنا، وفوق ذلك كله قد جاءتهم الرسل بالبينات كما جاءتنا، ولكن........؟

(فرحوا بما عندهم من العلم) فكانت النتيجة الطبيعية: (وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون)، وعندها استفاقوا: (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ).

لقد كانوا يرون الآيات ولكن ما عندهم من العلم قادهم إلى بَطَر الحق، فَمَنْ أُهلِكوا بالريح، غضبت عليهم الطبيعة وفق علومهم! إثر تقلبات جوية، سببتها تخلخلات في الضغط الجوي بفعل تغيرات في السخونة والبرودة. وهكذا تنتهي الآية فلا ينظر عاقل في مسبب الأمر وموقته ومدبره، سبحانه وتعالى!

كان أحدهم يرى الخسوف فيقول من الطبيعي انعكاس ظل الأرض على القمر! وينسى الذي أوجد هذه الطبيعة بعد أن كوكب الكواكب وأجراها على ناموس مطرد فلا يتساءل ما باله أمره فاضطرب هنا، ولماذا؟

وإذا أُهلك قوم بالطوفان، ورأوا الآية فرحوا بما عندهم من العلم، وقالوا: هزة أرضية ناجمة عن تخلخل للصفائح في قعر المحيط أدى إلى ارتفاع مد البحر، وتننتهي القضية دون نظر إلى من أوجد تلك الصحائف وأرساها وجعل بها صدوعاً في ذلك المكان ودون اعتناء بأمر من أمر تلك الصحائف أن تضطرب الساعة فاضطربت، وأمرها أن تسكن بعدها فسكنت! فإذا تساءلت من المسبب لتلك الأسباب، يخرس متفلسفة كل عصر، وينطق العجاج، من عاصر الجاهلية الأولى ثم أدرك الإسلام:
الحمد لله الذي استَقَـلَّتْ بإذنه السمـاءُ واطمـأنتْ
بإذنه الأرض فما تَعَنَّـتْ وَحَّى لها القرارَ فاستقرتْ
وشَدَّها بالراسيات الثُبَّتْ رَبُّ العبادِ والبـلادِ القُنَّتْ

لقد رأى فرعون طوفان النهر أو البحر أحد تسع آيات ذكرت في القرآن فلم يعتبرها آية، بل ثورة كونية! ويرى اليوم بعض الناس طوفان المحيط فيتبع منطق فرعون فلا يراه آية، بل هو غدر الطبيعة القاسي!

ويصر على عزو الأمور إلى أسباب تفتقر إلى أخرى لاتنتهي إلاّ عند مسببها. فقد تقرر في ميزان العقول أن كل ماهو جائز الحدوث، من نحو هذه العوارض الأرضية، من الممكن أن يكون، ومن الممكن ألا يكون، فكونه جائزاً قضى باستواء طرفي الوجود والعدم، فلا يترجح أحد الطرفين فيكون موجوداً أو يكون معدوماً إلاّ بمرجح خارجي ليس بجائز بل واجب تختلف صفاته ونعوته عن مايدركه البشر من الموجودات الجائزة فلا تجري فيه مقاييسهم.

إن من فرح بما علمه من أسباب كونية وأصر على قصر تفسير الظواهر الأرضية بها فسينتهي به المطاف إلى الحيرة أو الاتكاء على سبب هش لن يجد له مسبباً إلاّ إن أقر بالخالق الرازق المدبر واعترف بعلمه وقدرته ومشيئته، وعلم أنه لايحيط به علماً.
وعندها حري به أن يلهج بدعاء الأنبياء: (سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)، (لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).

المصدر : موقع المسلم


--------------------------------------------------------------------------------

الـــزلــزال
أ. د .ناصر بن سليمان العمر


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، وبعد، فإن الحواث التي تحل بالمسلمين أصبح ينسي بعضها بعضاً، وغدا كل مجتمع منشغل بنفسه، ينظر المؤمن لأخيه المؤمن وكأنه (أجنبي) لاتربطه معه علاقة، مع أن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله، وهذا يقتضي التأثر بمصاب المسلم، والتفاعل معه في قضاياه، وقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أناساً من مضر حفاة عراة مجتابي النمار فتمعر وجهه وقام خطيباً في الناس، فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت ثم تتابع الناس، يقول جرير بن عبدالله البجلي: حتى رأيت وجه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يتهلل كأنه مذهبة. فينبغي للمسلمين أن يكونوا كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد، فالمسلمون تتكافؤ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم.

وقد أصيب بالرجفة إخوة لنا في أرض الجزائر، دماؤهم دماؤنا، وهدمهم هدمنا، وهذه وقفات وتأملات، ودروس يقدمها لنا المصاب الجلل الذي نزل بإخواننا هناك، وأجملها في ثلاث نقاط:
أولاً الكوارث البشرية قد تكون نعماً:
إن الله ينذر العباد بالآيات السمعية ويخوفهم بها أليم عقابه (وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا الله)، غير أن بعض البشر ربما طغت على قلوبهم وعقولهم حجب تحول دون التدبر أوالتأثر بالآيات السمعية، فمن رحمة الله تعالى بهم أنه يرسل كذلك الآيات العينية، لعلها ترفع الحجب وتزيل الغشاوة (.. وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا) وفي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يخوف الله بهما عباده، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد من الناس، فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا وادعوا الله حتى يكشف ما بكم).

والناس متباينون منهم من تكفيه الإشارة، ومنهم من لايفهم إلاّ بالشرح وتوضيح العبارة، ومنهم من لاينقاد إلاّ إذا زجر زجراً، وآخر لا يعتبر إلاّ إذا رأى قارعة حلت بداره أو نزلت بجاره، ثم يأتي في المؤخرة صنفان من شرار الخلق أحدهما لايرعوي إلاّ حين الغرغرة إذا عاين الموت وعندها (لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا)، وهؤلاء أستاذهم وأسوتهم فرعون الذي طغى وتجبر (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) قال الله: (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ~ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)، والصنف الثاني (أضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله)، ابتلاه الله بالحسنات وبالسيئات فلم يرجع، أراه الآيات السمعية وأجرى له الآيات العينية فلم يرعوي، مهله وأمهله، ثم استدرجه فأخذه أخذ عزيز مقتدر، (وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ~ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ~ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ~ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).

ومع هذا فقد اعتاد بعض المسلمين –وللأسف- أن ينسبوا للطبيعة الكثير مما يخرج عن نسقها، فإذا مات الإنسان بغير علة، قالوا وفاة طبيعية! وإذا كسفت الشمس أو خسف القمر، قالوا خسوف طبيعي! وإذا أتى الله بعقابه فأرسل حاصباً، أو أغرق أمة، أو فجر الأرض عليهم ناراً، أو دم دم على قوم بذنبهم فسواها، قالوا كارثة طبيعية!
وهذا نوع من التأثر بمن غفلوا عن آيات الله، حري بالمسلم أن يبتعد عنه، ولا يفهم من هذا إنكار أسباب هذه الظواهر، ولكن الإنكار على من أغرق في النظر للأسباب ونسي مسببها ومجريها في الوقت الذي يشاء على غير طبيعتها.

فالمؤمنون العقلاء يعتبرون بالآيات السمعية، ودونهم مرتبة؛ من لايعتبر إلاّ بالآيات العينية، وهؤلاء قد تكون الآيات العينية لهم نعماً يكفر الله بها عن أناس، وتدكر بها أمم فترجع إلى ربها، وقد قيل:

قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت *** ويبتلي الله بعض القوم بالنعم

كما أنها قد تكون سخطاً وعقاباً لمن أمن مكر الله وعذابه، فأعرض عن الآيات السمعية والعينية، والسعيد من وعظ بغيره، فبَادر بالتوبة والإنابة، ومسكين مسكين مسكين، من ظن أن الأمر بالتوبة لايشمله، أو حسب أنه مستثنى من جملة من قال الله لهم (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون)، إن أول من يطالب بالمبادرة من يرى أنه قائم بأمر الله محقق للتقوى والصلاح.

ثانياً التذكير بسنة من سنن الله:
من سنن الله الماضية أن الناس إذا كثر فيهم الخبث، وسكت عنه الصالحون، أصابهم الله ببعض ذنوبهم، (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ~ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًَا بَصِيرًا)، وفي الصحيحين من حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها قالت: (يا رسول الله أنهلِك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث).

إن عقاب الله تعالى إذا هو أتى يعم فينال المسيء والمحسن، قال الله تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) قال ابن قتيبة: "يريد أنها تعم فتصيب الظالم وغيره، وقال عزوجل: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا)، وقد تبين أن الله تعلى أغرق أمة نوح عليه السلام كلها وفيهم الأطفال والبهائم بذنوب البالغين، وأهلك قوم عاد بالريح العقيم، وثمود بالصاعقة، وقوم لوط بالحجارة، ومسخ أصحاب السبت قردة وخنازير، وعذب بعذابهم الأطفال.. قال أنس بن مالك: إن الضب في جحره ليموت هزلاً بذنب ابن آدم، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر فقال: (اللهم اشدد وطأتك على مضر، وابعث عليهم سنين كسني يوسف) فتتابعت عليهم الجدوبة والقحط سبع سنين، حتى أكلوا القد والعظام.. فنال ذلك الجدب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.." ثم قال أبو محمد: "وقد رأينا بعيوننا ما أغنى عن الأخبار، فكم من بلد فيه الصالحون والأبرار، والأطفال والصغار، أصابته الرجفة، فهلك به البر والفاجر، والمسيء والمحسن، والطفل والكبير ..." وعد مدناً أصابتها الرجفة في زمانه يرحمه الله.

ثم ذكر خبر عبيدالله بن مروان مع ملك النوبة عندما فر هارباً قال: قدمت أرض النوبة بأثاث سلم لي، فافترشته بها وأقمت ثلاثاً، فأتاني ملك النوبة وقد خبر أمرنا، فدخل علي رجل طوال أقنى حسن الوجه، فقعد على الأرض ولم يقرب الثياب فقلت: ما يمنعك أن تقعد على ثيابنا فقال: إني ملك وحق على كل ملك أن يتواضع لعظمة الله جل وعز إذ رفعه الله، ثم أقبل علي فقال لي: لم تشربون الخمر وهي محرمة عليكم في كتابكم؟ فقلت: أجترأ على ذلك عبيدنا وسفهاؤنا.
قال: فلم تطؤون الزروع بدوابكم، والفساد محرم عليكم في كتابكم؟
قلت: يفعل ذلك جهالنا.
قال: فلم تلبسون الديباج والحرير وتستعملون الذهب والفضة وهو محرم عليكم؟
فقلت: زال عنا الملك وقل أنصارنا فانتصرنا بقوم من العجم دخلوا في ديننا فلبسوا ذلك على الكره منا.
فأطرق ملياً وجعل يقلب يده وينكت في الأرض ثم قال: ليس ذلك كما ذكرت، بل أنتم قوم استحللتم ما حرم عليكم، وركبتم ما عنه نهيتم، وظلمتم فيما ملكتم، فسلبكم الله تعالى العز وألبسكم الذل بذنوبكم، ولله تعالى فيكم نقمة لم تبلغ نهايتها، وأخاف أن يحل بكم العذاب وانتم ببلدي فيصيبني معكم وإنما الضيافة ثلاث فتزودوا ما احتجتم إليه وارتحلوا عن بلدي.

قال: ففعلت ذلك". فهذا الرجل العاقل لاحظ هذه السنة فأمر هؤلاء بالرحيل.
ولا أجد تعليقاً على هذا أجدر من قول الله تعالى: (فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ ~ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)، فسبيل النجاة هو الإصلاح وليس الصلاح فقط، وقد علم هذا عقلاء البشر.

ثالثاً : الهرج أعظم خطراً من سائر الكوارث البشرية:
في الصحيحين عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج وهو القتل القتل". وخطر الأخيرة هو الأكبر. ولسائل أن يقول كيف؟

منذ نحو عشر سنين، وتحديداً منذ الانقلاب على شرع الله، وتنحية البرلمان الإسلامي الذي اختاره رجال العشائر، وإخوة الإسلام في أرض الجزائر، والأرزاء في تلك البقعة تترى، أصيبت البلاد بعدد من الكوارث، ومع ذلك لم يتجاوز عدد القتلى في هذه النكبات بما فيها الزلازل الثلاثة الأخيرة ثلاثة آلاف.
على الرغم من شدة الزلازل، وقلة التحصينات، والشكوى من سوء التدبيرات، كان عدد القتلى يقل عن الثلاثة آلاف، ولا أقلل من العدد بل هو عدد ضخم إذا ما قورن بما تحصده الزلازل في بعض الدول التي تأخذ بالأسباب المادية والطرق الوقائية والتحصينية، كسائر دول أوروبا واليابان.
ولكن ما يجب أن ننتبه إليه هو أن هذا العدد لا يمثل شيئاً إذا ما قورن بحصاد الهرج المر، ففي غضون عشر سنوات قتل من أهل الجزائر بسبب الفتنة التي ماجت، ووفقاً للمصادر الحكومية، مئة ألف إنسان، ويصل التعداد وفقاً لمصادر أخرى إلى ما يربوا على المائة والخمسين ألفاً، أي أن أثر الهرج فاق أثر الزلازل بأكثر من خمسين ضعفاً!

إن مفسدة الهرج عظيمة، يجب أن يقدر قدرها قبل الإقدام على أي عمل قد يقود إليها، فإن عواقبها وخيمة، قال البخاري: وقال ابن عيينة عن خلف بن حوشب كانوا يستحبون أن يتمثلوا بهذه الأبيات عند الفتن، قال امرؤ القيس:

الحرب أول مـا تكـون فتيـة *** تسعى بزينتـها لكل جهـول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها *** ولّـت عجـوزاً غير ذات حـليل
شمـطاء ينكـر لونـها وتغيرت *** مكـروهة للشّـم و التقــبيل

وإذا دخل الناس في الفتن وتلوثت الأيدي بالدماء، شق بعدها الخروج منها، وفي صحيح البخاري، عن ابن عمر أنه قال: (إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله)، وفيه أيضاً عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراماً)، قال بن حجر: "وقد ثبت عن بن عمر أنه قال لمن قتل عامداً بغير حق: (تزود من الماء البارد، فإنك لا تدخل الجنة)، وأخرج الترمذي من حديث عبد الله بن عمر: (زوال الدنيا كلها أهون على الله من قتل رجل مسلم)، قال الترمذي: حديث حسن، قلت: وأخرجه النسائي بلفظ: (لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)، قال ابن العربي: ثبت النهي عن قتل البهيمة بغير حق، والوعيد في ذلك، فكيف بقتل الآدمي؟ فكيف بالمسلم؟ فكيف بالتقي الصالح؟" (1).

إخوة الإسلام إن هذه الزلازل دعوة لإعادة الأمور إلى نصابها، بتحكيم شرع الله، وإلقاء السلاح، فإن المفسدة عظيمة، وقد جاء في الحديث: (يا معشر المهاجرين: خمس إذا ابتليتم بهن، و أعوذ بالله أن تدركوهن) قال في الخامسة: (و ما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، و يتخيروا ما أنزل الله، إلا جعل الله بأسهم بـينهم) .(2).

جعلنا الله وإياكم من المعتبرين بآيات الله المنقادين لأمره.
وفي الختام لاشك أن من الواجبات التي تمليها إخوة الإسلام، الوقوف مع إخواننا في هذه النوازل حساً ومعناً، دعاءً وبذلاً، أسأل الله أن يلطف بالمسلمين عامة وبأهل الجزائر خاصة، وأن يمن علينا وعليهم بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، اللهم استر عوراتنا، وآمن رواعتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا.

وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

----------------------
الهوامش:-
(1) الفتح 12/189.
(2) رواه ابن ماجة 2/1332، وحسنه الألباني في الصحيحة 1/216 رقم (206).


(منقول)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زلزال آسيا.. وقفة اعتبار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وقفة مسافر
» نرجو وقفة الجميع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي مقرن الاتبراوي :: المنبر الإسلامي :: المنتدي الإسلامي-
انتقل الى: