الختان .. اغتيال البراءة

إخلاص نمر

*رغم اهتمام المجلس القومي لرعاية الطفولة و دعوته لتنفيذ الإستراتيجية القومية للقضاء على ختان الإناث إلا ان الإحصاءات اظهرت ارتفاعا ملحوظا وصل إلى (89%) كأعلى نسبة في ولاية نهر النيل و ربما زادت الآن عن هذا المعدل إذ لا تزال الأسر السودانية في كل ولايات السودان و خارجه تمارس هذه العادة (القبيحة) رغم الدعوة الصريحة التي نادى بها المجلس و اليونسيف وركز فيها على أهمية وجود منهج دراسي يجرم الختان ..
* الختان رغم كل المساوئ التي يحملها في طياته إلا ان بعض الأسر تتجاهل ذلك عمدا و (تفعل ما تريد) تجاه الطفلة الصغيرة ايمانا من ان (عفتها تكمن في ختانها )
يساعد في ذلك (الإصرار و التحدي) من قبل (كبار السن) الذين يتمسكون به كرمز يميز الاسرة بحفظ اسمها سليما غير (مذيل) او ملتصق باسم يقلل من مكانتها ووجودها كأسرة ممتدة تحافظ على التقاليد و العادات التي شبت عليها ..
*داخل السودان ووسط بعض الأسر (المستنيرة و المتعلمة) يتم ذلك بسهولة و يسر و بـ (الحاح) عند بلوغ الطفلة سن المدرسة حرصا على (إنجاز المهمة) بسرعة (صاروخية) غير عابئة تلك الأسر بعواقب ما بعد الختان و التي أودت من قبل بالطفلة انعام و مازال منظر (خضابها) يمر أمام عيناي كلما أسمع عن عملية ختان في هذا الزمن ..
*الختان عادة (مستجلبة) استفحلت في السودان لوجود (عقليات) خصبة عند البعض _ تستجيب للسلبيات قبل الإيجابيات و تعمل على (الغرف) من هذا الماعون انطلاقا من أحاديث ضعيفة اثبتتها الفتاوي و لم تطبقها الدولة التي تتبع الإسلام منهجا و سلوكا ففي المملكة العربية السعودية لم تلجأ اسرة واحدة لختان بناتها و لم يكن هذا الختان ضمن (برامج) الإحتفالات السنوية داخل الأسرة ..
*حملت الأسر السودانية المغتربة عن الوطن هذه العادة (الجريمة) داخل (حقائب) سفرها و بدأت تمارسها لبناتها خارج الحدود فظهرت تجارة (رابحة) لدى بعض (القابلات المتقاعدات) هناك و اللاتي لم يترددن لحظة أو (يتورعن) في (انفاذ المهمة) الموكلة إليهن و قبض (المعلوم)
* التوعية هي أحد الحلول إلى تحريم هذه العادة و لكن ذلك ليس سهلا لتباين الأوساط المجتمعية والتي من بينها من تسلح بالعلم و يدري تماما (خواتيمها) و يشدد في ممارستها لـ (صغيراته) ولكن رغم ذلك ستظل هي الطريق الأوحد لإقتلاع جذور هذه العادة التي بدأت تأخذ منفذا آخر لممارستها تحت مسمى (ختان السنة) و الذي لم يجد هو الآخر دليلا واحدا يسنده ..
*ارتفاع نسبة الختان دليل على غياب الإرشاد المستمر و تقديم التوعية اللازمة و التي ترتبط في (تفكير) الجهات ذات الإختصاص باستلام (التقارير) التي تؤكد ممارسته في هذه الولاية او تلك . هذا قطعا لن يدفع بـ(حل) يساعد على قطع دابره نهائيا لذلك لا بد من وجود قنوات وآليات تعمل على مدار العام ولا (ترتبط بمناسبة او يوم عالمي) في مجال التوعية و التثقيف للتعجيل بنهاية هذه الممارسة التي تغتال المرأة ألف مرة في حياتها ..
*الطفلة غير المختونة (كاملة الأوصاف) سليمة تتمتع بكامل صحتها و عافيتها و هيئتها التي وهبها لها الخلاق العظيم ..
(منقول)

الي متي يستمر السودانيين في ممارسه هذه العادات السيئه

اخي غفاري مشكور علي مرورك ولكن محاربة هذه العادة يتم بالتوعية لكل القطاعات