الطيب محمد الطيب والهمبته 1و2

الطيب محمد الطيب

مع الهمبتة

اما الهمبتة القديمة فمعروفة عند كافة القراء وهي سرقة الابل وهي صنعة قديمة جداً عرفتها القبائل العربية قبل الإسلام بكثير ثم تواصلت بعد القرن الاسلامي الاول وامتدت الى يومنا هذا ولكنها بصور مختلفة . وللمرحوم الدكتور أحمد امين كتيب في غاية الإمتاع تعرض فيه لانواع الصعلكة والفتوة المختلفة وانحدر بها الى ان وصلت فتوات الحسينية بمصر .

وغلبت في السنين الأخيرة كلمة همبتة ولكنها في العرف العام مرتبة ثانية إذ تسبقها وتفضلها كلمة نهاض او مجاهر وهم الارفع مكانة والابعد صيتا وشاهدي ان اهل البطانة وشرق السودان لا يستعملون كلمة همباتي وان استعملوها يعنون بها الصعلوك من الدرجة الثانية

والناهضين درجات ومراتب ولا بأس من استعمال كلمة همباتي بعد ان صارت هي الاقرب الى الذهن من كلمة نهاض او مهاجر ، والهمبته اصلها الفتوة ولا يمارسها الا الفتيان الذين يجري في دمهم حب المغامرة والفتوة . وهي ممارسة فيها التحدي لبعض اعراف المجتمع ليثبت الفتى مقدراته وبطولته وللهمباتة اعراف وتقاليد تنم عن فتوة ونجدة وسخاء بدأت الهمبتة اول أمرها بصورة جماعية وبعد فترة من الدهر صارت فردية او جماعة لا تتجاوز الثلاثة او الاربعة اشخاص واحيانا فرد واحد .

وكان العرف العام والمجتمع يبيح الهمبته ويقرها ثم عدل المجتمع بفضل الوعي الديني والاجتماعي عن مساندة الهمبتة واصبحت مستهجنة عند اكثر القبائل بل بطلت عند روادها بخاصة في الجزء الواقع شرق النيل الأزرق .

النهار : 1987

الطيب محمد الطيب

مع الهمبتة الموضة " 2"

ولما تطورت المواصلات اصبح دور الجمل ضعيفاً فتطور السيارات وكثرة النقاط الشرطية ضيقت الخارطة التي يتجول فيها الهمباتة فعدل الهمباتة من الجمل وصارو يستخدمون السيارات ، اللواري والبكاسي ... الخ والتهريب الذي نسمع عنه كل يوم هو من بقايا الهمبتة بل الهمبتة ( الموضة ) وليس الاخوان الذين يمارسون التهريب إلا فريقا من الهمباتة فهي بطولة وفتوة وليس تهريباً في نظرهم والعربة حلت محل الجمل والسلاح الناري صار بديلا للسلاح الابيض .. انهم يمارسونها بروح الفتوة فان نفذ الواحد منهم او الجماعة صاروا ابطالا بين زملائهم وان وقعوا في قبضة السلطة امضوا الحكم والجماعات الاخرى ملزمة بتعويضهم السيارة والغرامة والمصاريف الاخرى غير المنظورة

ان القوانين السائدة لا تكبح شطط هؤلاء والدولة ينبغي لها ان تشرع اقصى العقوبات عليهم وعلى قطاع الطرق وجماعات الكسر المنزلي والقوانين التي طبقت في 1983 ، 1984 مهما قيل فيها فقد الزمت كثيرا منهم حدوده ان المجتمع في حاجة ماسة وملحة وضرورية لاستئصال مثل هذه الجرائم

ورغم ان اجتثاثها محال فان الردع يضعفها ويقص من اجنحتها واياديها

مازالت الهمبته موجوده الى يومنا هذا وتحولت لمستويات عده منها مايعرف الان بالقرصنه وخلافها

يكفينا شر الهمبته